#تربية النمو
النمو
تغير مستمر عبر الزمن، و على هذا المنوال على التربية أن تكون جهدا و تفكيرا
باستمرار عبر مراحل النمو.
الثقة
في الزمن تمنح المربي زمنا إضافيا يرتب فيه أمانيه في نفع المُربّى: أن نعلم علم
الرشد أن التربية تنفذ إلى القلب و ترسخ في العقل عندما تناسب حالةَ المربى و تتلاءم
مع سياقاته المحيطة به.
التربية كما هي معاجلة للعلاج فهي أيضا تريّث لتحيّن مواسم الزرع الفضلى و صبر لرؤية الثمار مع إيمان خفي
بأنها لا محالة آتية.
كثيرةٌ
مناسبات تشذيب النمو، فمع حيوية الطفولة و تأجج المراهقين، على الراشدين أن يفرقوا
بين طبائع أطفالهم و تلاميذهم من جهة و بين محاولاتهم البسيطة و العفوية للنمو من
جهة أخرى .
المربي
في أول أخطائه الساذجة يرغب أن يكون من هو تحتَ يده أو لسانه مثلَه، فيغفل عن
الاختلاف سُنّة كونية بين المخلوقات، و يتشدد في تنزيل تجاربه على غيره رغم تباعد
المواصفات بل و استحالة تطابقها.
ما
يمكن أن يمنح المربي سبق النصح هو سِنّه و ما راكمه من تجارب، فليست قرابته و لا
مرتبته الاجتماعية ضامنين أبديّين لقوامته التربوية. لا يمكن للمنغمس في نشاطه أو
اشتياطه أو شتاته أن ينتبه لك إن لم يكن مضمون كلامك أقوى من غضبه و أخف من
حركيَّته و أصفى لحيرته.
ما دام
النمو تدريجيا إلا وجب على التربية أن تكون مستمرة بتركيز و نفاذٍ إلى اهتمام
المقصودين بها.
توضيح : النمو يستلم الروح في أول
أنفاسها فلا يفارقها، و التربية هي ضابطة النمو و موجهته، فلا يصل المربي إلى
سلامة التربية لغيره حتى تسلم هي من سوء تربيته و يضع بين عينيه أنه يلزمه هو أيضا
أن يلازم التربية والتطور و أن ظن أن مقامه تغير، فكلنا تلاميذ الحياة.
فايسبوك:
|
بقلم : خالد الخطروني
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق