مزاج
بين سماء و حضيض،
بين صفاء و يأس،
يتشكل
مزاجي بخطوط و ألوان و مستويات مختلفة .
ليس خير من القلم عِقالا للمزاج . يمنحه
جدية حين يخط تلك الأحاسيس العابرة، فلا حتى المزاج يقدر أن ينكر مزاجه السابق،
فقد أصبح خطا و تعابير بعد أن أمسى عسر تفكير .
القلم، هذا الجاحظ عينَهُ في عذارى الورِق . يَفُضهن
مرور الكرام بمَسَحات رقيقة . له شرف السبق لأنه الأول بالكتابة و الأول بالتأريخ
و الأول بالخلق .
ليست صفحات الكتب و القصص و اليوميات تقييدا لأفكارنا، بل صمت
البشر و إنكارهم للوجع و بهتان حاجتهم في الاعتراف هي كلها أثقل القيود التي تحول
دون حرية مزاجنا .
هو كالماء يتصاعد عبر شقوق الروح و يحتاج
صياغة أمينة بظنه، رفيقة ببوحه، و محتوية لدفقه .
هذا الماء قد يخالطه دم فجيعة،
أو تراب هوية، أو أدرنالين فرح,,, يتغير المزاج و كثافته على الدوام . وليس يواكبُ
تلوُّنَه أحسن من التعبير الشغوف بالمعنى.
أكثر من أن تُحصَرَ هي حسنات ترويض
المزاج عبر الكتابة. ولن يكون أي شيء صالحا أمام هذه النفس البشرية العجيبة غير
الإنصات لها تارة و خطابها أخرى و وصلها بالقلم في جميع الّأحوال .
توضيح : كلما تغير مزاجي أو مزاج الأرواح الجوالة التي تراودني سأكتب و
أنشر فاضحاً شطحات العقل و ارتجافات القلب ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق