مدونة أدبية تعنى بكتابة مقالات و خواطر و أشعار بمختلف اللغات. صياغة الأحاسيس و الأفكار بجمال هو الدافع الأول لمشاركتكم كتاباتي و مساهمات من يرغب في عرض خطه. مرحبا بكم

سيل المداد

الاثنين، 31 يوليو 2017

تربية الأذن



تربية الأذن
تؤسس الكلمات العفوية و المحادثات القصيرة بيننا و بين أطفالنا هيكل التربية ، و ليس ما يتبادر إلى الذهن الحريص للكبار المنظرين من أن الصرامة أو الصراخ أو العقاب أو الزمجرة أو كل هذا و غيره من هذيان نحسبه علاجا و هو في الحقيقة مكمن الداء ....

صباح هذا اليوم ، أنعش طفل صمت المترقبين على باب طبيب . يصحبه اثنان امرأة و رجل . استغرب الصغير من انطفاء ضوء الدرج التلقائي و لما رأى أحدنا يعيده إلى وهجه أشعت عيناه فهما فنشاطا فرغبة بتنوير من أحاطوه بتعبهم . لكن ، و ككل مرة يظهر أطفالنا  إقدامهم على التعلم و الاستكشاف بحيوية ، نخرج نحن الكبار سوط التهديد الكاذب لنعيق تطورهم و لنفتح الباب لعدوى خبيثة تنقل إليهم منا قيح الصفات :
 " إيلا شعلتي الضوعاوتاني غادي ندخلك عند الطبيب يضربلك الشوكه". لعله حفيده فالمدى بين عينيهما يتسع ﻷجيال . المسكين قاوم هذا التسلط بابتسامة خافتة . إلا أنه انتقم بعدها من جده حين دخلنا إلى عيادة الطبيب لكن بتهديد طفولي صادق و راق : " إيلا ما سكتتييش غادي نهرّرّك" ههه .. بين القسوة المتجاهلة و النصح الخفيف فرق طفيف و خيط رهيف . فحين نبدأ مخاطبة الطفل بالصراخ و الكذب فنحن لا نفرق بين لطافة الطفل اليانعة و السخط في نبرتنا المفزعة . و نفوت على الطفل حاضر الاستمتاع و مستقبل الاستنصاح ، فسيجد تلكؤا في القرب من الكبار ﻷي متعة يجدها أو خوف ينتابه .

التربية عملية طويلة أكثر تجلياتها بسيط و بديهي و تلقائي ، و الطفل فيها مشارك أساسي و طرف خلاق ، و بهذا المربي ملزم بالصدق أولا و الرفق ثانيا فهو أصل فكيف يسقي النبع اﻷريج و ماؤه أجاج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot