مدونة أدبية تعنى بكتابة مقالات و خواطر و أشعار بمختلف اللغات. صياغة الأحاسيس و الأفكار بجمال هو الدافع الأول لمشاركتكم كتاباتي و مساهمات من يرغب في عرض خطه. مرحبا بكم

سيل المداد

الخميس، 3 أغسطس 2017

المطر الأول




المطر الأول
تكرّم المطر بالعودة على عكس من يغرّرون بودِّهِم.

وجد ساحاته يابسة عطشى، فآذن للعطر الأزليِّ بالانبعاث . يتجاوز عبقه كل التأملات و التفسيرات. و كأنك تشمُّ رائحة الخلق الأولى : ماء و تراب ف طينٌ ف خلق.

بالغ و تزنّر أكثر من هذا الأريج ! رائحة ماء الحياة ستخالج فراغاتك و تطهرها مجدّداً أو للمرة العذراء . فأرسلها بالأنفاس غاسلين ناضحين كل درن و عالق دخيل.

لست أدري و لم أعد أعلم هل تلك الرائحة مختبئة بين الأرض و الأراضي يحركها الماء فاصلاً و محفزا ؟ أم أنها تمازجُ لقاء الأرض بالسماء بالماء ؟ أم أنها أبعد من هذا و ذاك : مسحةٌ ربانية تَرقي الجميع بغير استرقاء ؟؟ أم أنه استجداء، من دواخلنا ينشأ عبر البلل المحيط بنا و المنادي بأرواحنا الجافة إلى مرتعه ؟

بعض هذا و كله.

أحصِ معي عدد اللمسات اللطيفة قطرةً قطرةً. ستفاجأ يا عزيزي كم مرةً لزم الماءَ و هو يتعاهد محبوبته ذرةً ذرةً يلثمها رطوبةً و نداوةً ! كم هو حريص و حثيث في حبه ! يُوصِلُ كلَّه عبرها نقطةً نقطةً فلا يبقى من قصتهما حرف ناقص غير مُتوّج
 !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot