المطر الأول
تكرّم المطر
بالعودة على عكس من يغرّرون بودِّهِم.
وجد ساحاته
يابسة عطشى، فآذن للعطر الأزليِّ بالانبعاث . يتجاوز عبقه كل التأملات و
التفسيرات. و كأنك تشمُّ رائحة الخلق الأولى : ماء و تراب ف طينٌ ف خلق.
بالغ و تزنّر
أكثر من هذا الأريج ! رائحة ماء الحياة ستخالج فراغاتك و تطهرها مجدّداً أو للمرة
العذراء . فأرسلها بالأنفاس غاسلين ناضحين كل درن و عالق دخيل.
لست أدري و لم
أعد أعلم هل تلك الرائحة مختبئة بين الأرض و الأراضي يحركها الماء فاصلاً و محفزا
؟ أم أنها تمازجُ لقاء الأرض بالسماء بالماء ؟ أم أنها أبعد من هذا و ذاك : مسحةٌ
ربانية تَرقي الجميع بغير استرقاء ؟؟ أم أنه استجداء، من دواخلنا ينشأ
عبر البلل المحيط بنا و المنادي بأرواحنا الجافة إلى مرتعه ؟
بعض هذا و كله.
أحصِ معي عدد اللمسات اللطيفة قطرةً قطرةً. ستفاجأ يا عزيزي كم مرةً لزم الماءَ و هو يتعاهد محبوبته ذرةً ذرةً يلثمها رطوبةً و نداوةً ! كم هو حريص و حثيث في حبه ! يُوصِلُ كلَّه عبرها نقطةً نقطةً فلا يبقى من قصتهما حرف ناقص غير مُتوّج
!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق