" الدعم
النفسي عند بداية الموسم الدراسي"
كيف نتحدث عنه؟ الأولياء منهم من يشتكي
من الثقل المادي للدخول المدرسي و خاصة أنه يتبع العيد و يأتي بعد انتهاء الصيف. و
صنف آخر يعيش في مستوى مريح لكن النوعين غالبا لا يتطرقون لجوهر التعليم -الذي هو
التربية و التطور الايجابي مع النمو- مع أطفالهم.
على باب موسم جديد و آمال كبيرة في
النجاح و التفوق، يظهر أننا لا نظهر لأبنائنا الدعم المناسب. الدعم المناسب هو
إعطاء الطفل ضمانات و توجيهات نفسية تؤهله للتطور الايجابي و ليس فقط للنجاح.
لأننا إذا وجهناه نحو تحقيق هدف الانتقال للموسم الموالي فقط فسنكون قد حصرنا
تفكيره و عزيمته في التحصيل على أكبر قدر من النقط، بينما التعليم الحديث يحاول أن
يؤهل المتعلم لاكتساب مهارات و قدرات تصير كفايات يتقنها و يمتاز بها في حياته
اليومية، الاجتماعية و العملية.
التركيز يجب أن يكون على الجانب
النفسي ليلامس شخصية المتعلم في براءتها و عفويتها و حماستها. عزل الطفل عن
النقاشات التي تدور حول الحالة المادية للأولياء واجب. فكيفما كان الاستعداد
المادي للأسرة يجب أن يبقى الطفل بعيدا عن تفاصيله لأنه غير قادر على استيعاب
المسؤولية المترتبة عن هذه المعرفة. ففي حالة الحاجة سيكون الطفل تحت ضغط أكبر منه
و من فئته العمرية. و الجانب الآخر أيضا معني، فلا يمكننا أن نعلن للطفل جاهزية
مادية و تكون هي العامل الأساسي في اختيار مدرسته الخاصة مثلا...
هذا دور المدرسين أولا. التوجيه إلى
جوهر التعلم كونه دائم و متجدد، و أن هذه المستويات و الدرجات هي فقط مراحل، و
الأهم هو الإدراك المتأهب لحقيقة أن التعلم يتشكل من فرص دائمة لا يمكننا
الاستفادة منها إلا برغبة مستمرة في الاستزادة و إيمان راسخ بقدرة كل فرد على
التطور داخل المجموعة و أيضا بحسب خصوصياته الفردية. هذا الخطاب يلزم أن يكون
موحدا بين المدرسين و الأولياء لكي تستقيم فكرة التعلم في أذهانهم.
طريقة الكلام و التوجيه تشكل فرقا
كبيرا في إبقاء الطفل داخل محيط الأمان الذي يناسب طفولته ثم شحذ الهمم كمرحلة
تالية. إذا ما تحدثنا مع الأطفال بنبرة واثقة و دافئة و أيضا بنظرات مباشرة و
متفائلة، فإننا سنسترعي و نشد اهتمامهم. يستحب التحدث بعبارات إيجابية مثل :
-
إنه موسم جديد و كل جديد يحمل فرصا مغايرة لما سبقه، كن
متحمسا و مستعدا لبداية الموسم بنشاط و ستتعلم الكثير.
-
تعامل مع الأمور الجديدة بثقة أنك ستتعود عليها و ستنجح
في استغلالها لصالحك إذا عملت بجد.
-
سينفعك الكثير مما تعلمته سابقا في الموسم الحالي، كن
مستعدا للتطور و تعلم الجديد.
-
...
في المقابل يجب تفادي الخطاب السلبي
من خلال تذكير المتعثرين بأنهم فشلوا، أو أن نذكر متوسطي المستوى بأنهم غير قادرين
على التفوق، أو أن نبخس جهد الناجحين بأنهم يجب أن يكونوا هم الأوائل و كأن المركز
الأول يتسع لأكثر من شخص.
يتعلم كل طفل حسب خصوصياته العقلية و
النفسية و الاجتماعية. الجهد المناسب هو ما عليهم التركيز عليه في طريق تعلمهم:
المناسب لذكاءاتهم و المناسب لوسطهم الاجتماعي و المناسب لعمرهم.
الأطفال في بداية الموسم الدراسي
محتاجون للثقة و الأمان لأنهم قادمون من عطلة و مقبلون على قسم جديد، مدرس جديد،
بالإضافة إلى ظروف أخرى تغيرت في السكن و الأسرة. هذا المعطى يحتم على الأولياء
مراعاته و التنبه له، بينما على المدرسين التعرف عن قرب على تلاميذهم عن طريق
استمارة المعلومات الشخصية و التي سنتعرف عليها في قادم المقالات.
سيكون من الحكمة عدم الحديث عن
النجاح و التفوق في النقط في هذه الفترة. بل أراها فرصة للدعم و توجيه المتعلمات و
المتعلمين إلى استغلال ما تزخر به دواخلهم من عزيمة لكي يصبح التعلم محببا لديهم و
أكثر ارتباطا بشخصياتهم.
و يجدر التنبيه أيضا أن الثقة عند المربي ضرورة منهجية، فهي تظهر عندما يوقن أن التعلم سيرورة طويلة غير منتهية، فارتباط التعلم بالزمن حتمي و استعجال النتائج تضييع لما يمكن أن نكون قد حققناه في الطريق إليه.
فايسبوك:
|
بقلم : خالد الخطروني
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق