الاستقبال و التهيئة

 

" الاستقبال  و  التهيئة  "

 

تتشكل جماعة القسم من تصورات مسبقة قبل أن تأخذ طبيعة علاقاتها من شخصيات الأشخاص المكونين لها. كل من المدرس و المتعلمين يأتي بأفكار مختلفة عن التعلم و سياقاته و أشكاله. المدرس بدوره التوجيهي و الميسر للتعلم عليه أن يعمل على تقريب المساحات النفسية و إزالة الحواجز التواصلية بينه و بين متعلميه.

 

الطريقة المقترحة لتهيئة جو سليم في التعامل و التواصل مع التلاميذ الجدد هو "استمارة المعلومات الشخصية". هذه الوثيقة تهدف إلى مد المدرس بمجموعة من التفاصيل حول التلاميذ من نواح عديدة لتكتمل صورته عن كل فرد منهم. من جانب التلاميذ، و خلال هذه العملية، سيحسون بقيمتهم و أهمية تفاصيلهم.

 

تنقسم المعلومات المدرجة في الاستمارة حسب الترتيب التالي:

-         التعريف: الاسم، اسم الأم و الأب، تاريخ الازدياد، الحالة الاجتماعية للأسرة ( طلاق، وفاة ... )

-         السكن: عنوان، نوعه، عدد الحجرات، العلاقة مع الساكنين، البعد عن المدرسة ...

-         الصحة: مرض حالي، مرض سابق، عملية، حساسية، البصر ...

-         النشاط التربوي و الثقافي: تخييم، الفنون، انخراط جمعوي ...

-         الهوايات: نوعها، إتقانها ...

 

مستقبلا، ستتم الاستفادة من المعطيات في:

Ø    حسن اختيار الأنشطة الموازية،

Ø    التخطيط الأمثل للدروس،

Ø    و علاج التعثرات.

 

الفوارق بين التلاميذ هي مصدر غنى لجماعة القسم، و مع التشجيع المناسب ستكون الأنشطة مستمدة و مستفيدة من تقاطعاتها مع صفات التلاميذ.

مثلا: سيمكن التعرف على الخصوصيات الاجتماعية من تعزيز النقاشات و التبادل الثقافي. ( تنوع أماكن الازدياد ...)

 

لا يخفى ما يمكن للاختلافات الخِلقية و الأسرية الناتجة عن حوادث أو مشاكل أن تشكل من حواجز نفسية لأصحابها خلال مسيرتهم التعلمية. ضعف البصر، التأتأة، السمنة، الطلاق، وفاة الأب أو الأم، اللباس... كلها مظاهر من شأنها أن تؤخر اندماجهم في المجموعة إذا لم يتم التعامل مع أصحابها باحتواء و بث للثقة و توفير للأمان. المرحلة الأولى هي بالتعرف عليهم بطريقة مرحبة. ثم إرساء نظام احترام حازم داخل القسم.

إذا ما سارت عملية التهيئة على ما يرام، فإن التلاميذ قد يصلون إلى درجة من الثقة ستمكنهم من الحديث و التفاعل مع مشاكلهم و تعثراتهم و تجاربهم في مناسبات قادمة.

الطريقة: ( المستوى السادس ابتدائي )

-         أولا: ملء الأقسام باللغتين العربية و الفرنسية حيث سيتمكن التلاميذ من التعرف على ترجمة المصطلحات.

-          ثانيا: مجالسة التلاميذ فردا فردا مصحوبين بالاستمارة و الاطلاع على الأسئلة ذات الطابع الاجتماعي و الأجوبة المميزة للتعرف على تفاصيل أكثر و لتليين الحواجز و إزالتها.

 

كما يستحسن من المدرسين أن تتسم ردة فعلهم على أجوبة التلاميذ بالثقة و الدفء لكي يستجيب الأطفال أكثر و تكون إجاباتهم صادقة و واضحة. إذا كنا ننتظر من التلاميذ أن يتصرفوا بأخلاق حميدة فالأولى بنا في المرحلة الأولى هو توفير جو من التقبل و الاحترام المتبادل. المدرس في هذا المستوى هو الباعث و المسؤول الأول. من الواضح أنه يجب تجنب التنقيص من أي تلميذ لأي سبب كان، و زجر التلاميذ المستهزئين و لو بنظرة صارمة سيوفر جوا من الثقة في نظام الاحترام الذي سبقت الاشارة له.

يمكن للأساتذة أن يغيروا من معلومات الاستمارة و طرق استخلاص المعلومات من تلاميذهم حسب المستوى. يبقى الهدف الأول هو تليين الجو و تقريب المتعلمين من المدرسين.

 

فايسبوك:   https://www.facebook.com/khalid.elkhatrouni

بقلم : خالد الخطروني   khalidkhapro@gmail.com khapro@hotmail.fr