بِعلمٍ و من علِ
المعلم بِعلمٍ و من علِ
شيّد
منارات التعقل
و في أدبٍ مهّد للطفلِ
دَرَجَ
الفهم و الترجل
نحن مدينون لهم على الدوام، و قد تسلّمونا بُعيْد
المهد و سلحونا و أرسلونا إلى المجد أو إلى اللحد.
لا يكاد يعادل فضل المعلمين علينا إلا أن تصير
منهم. و أن تواكب مواليد الأجيال كما صاحبونا بجديدنا و إزعاجنا.
هي الرسالة الخالدة : تتوارثها الهمم و تحفظها
العقول و تحتضنها القلوب. حاجتنا للغذاء تدفعنا للتشبع بما يلقى لنا، و الميزة
يضفيها المعلمون خيراً فيرتقون بنا و يختصرون لنا تكتيك التجارب، فلا يتبقى لنا من
عسرٍ إلا إبداعُ الحياة في صفعنا و نسيانُنا لنصائحهم تذاكيا أو شروداً.
بذر المعرفة فينا و نقص الجهد منهم و توالي
المتعاقبين عليهم، كل هذا يستجدي عرفاناً في وجدان المعلمين. رغم أن الله كتب لهم
أجر الخير الذي علموه يتضاعف و لا يتوقف ما دامت تلك البذور تنبت ثماراً، إلا أنهم
يخفونه عزةً من أنفسهم و أنا منهم، بهم عليم.
لا أحد سيتملص من واجب العرفان تجاههم و هذا من رفعتهم
و تميزهم. أنْكِر كما تشاء، ففي خط انتقادك آثار مساندتهم لمَيْلِك الطفوليّ. و
لهم في سلامة لغتك صدى بنائهم و تصحيحهم. لهم في كل خط و حرف و سطر و نقطة يدٌ .
تلك اليد التي رتبت ارتباكنا العفوي
و ربّتت على خوفنا الطفولي
و أصلحت خطأنا البشري.
تلك اليد التي يقبِّلها العقل قبل الفم و يعجز الفم
عن مدحها.
تلك اليد التي لها نهب قلوبنا عرفاناً و تمجيداً.
إنها اليد التي نرفع لها نواصينا، فاليد العليا خير
دوماً.
ماذا لو تتبعنا تراث العلم و عدنا بخيوطه إلى
الماضي حتى ننتهي إلى أصله ؟
نمرُّ عبر قاعات الدروس وفضاءات المحاضرات،
نزور مجالس الشيوخ الزاهدين و النساء العالمات،
نؤنس طلاب العلم في رحلاتهم و الخلوات،
نحضر لهدير المطابع الأولى،
و نشهد في كل محطة أن العلم من مقام عَليٍّ يسيل
ليملأ أوعية العقول و القلوب نوراً.
سنصل لآدم. آدم في آخر الخطوط يقف و في عينيه خام
البصائر، في قلبه نضارة الفطرة، في عقله أولى الدروس و كل الأسماء، فمن علّمه ؟
هي الرسالة الخالدة،
و لهم المجد فهم ورثة العلم و الأدب،
فلهم عرفان العقول و محبة القلب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق