مدونة أدبية تعنى بكتابة مقالات و خواطر و أشعار بمختلف اللغات. صياغة الأحاسيس و الأفكار بجمال هو الدافع الأول لمشاركتكم كتاباتي و مساهمات من يرغب في عرض خطه. مرحبا بكم

سيل المداد

الثلاثاء، 7 أبريل 2020

بعلم و من عل






بِعلمٍ و من علِ


المعلم بِعلمٍ و من علِ
شيّد منارات التعقل
و في أدبٍ مهّد للطفلِ
دَرَجَ الفهم و الترجل

نحن مدينون لهم على الدوام، و قد تسلّمونا بُعيْد المهد و سلحونا و أرسلونا إلى المجد أو إلى اللحد.
لا يكاد يعادل فضل المعلمين علينا إلا أن تصير منهم. و أن تواكب مواليد الأجيال كما صاحبونا بجديدنا و إزعاجنا.

هي الرسالة الخالدة : تتوارثها الهمم و تحفظها العقول و تحتضنها القلوب. حاجتنا للغذاء تدفعنا للتشبع بما يلقى لنا، و الميزة يضفيها المعلمون خيراً فيرتقون بنا و يختصرون لنا تكتيك التجارب، فلا يتبقى لنا من عسرٍ إلا إبداعُ الحياة في صفعنا و نسيانُنا لنصائحهم تذاكيا أو شروداً.

بذر المعرفة فينا و نقص الجهد منهم و توالي المتعاقبين عليهم، كل هذا يستجدي عرفاناً في وجدان المعلمين. رغم أن الله كتب لهم أجر الخير الذي علموه يتضاعف و لا يتوقف ما دامت تلك البذور تنبت ثماراً، إلا أنهم يخفونه عزةً من أنفسهم و أنا منهم، بهم عليم.

لا أحد سيتملص من واجب العرفان تجاههم و هذا من رفعتهم و تميزهم. أنْكِر كما تشاء، ففي خط انتقادك آثار مساندتهم لمَيْلِك الطفوليّ. و لهم في سلامة لغتك صدى بنائهم و تصحيحهم. لهم في كل خط و حرف و سطر و نقطة يدٌ .

تلك اليد التي رتبت ارتباكنا العفوي
و ربّتت على خوفنا الطفولي
و أصلحت خطأنا البشري.
تلك اليد التي يقبِّلها العقل قبل الفم و يعجز الفم عن مدحها.
تلك اليد التي لها نهب قلوبنا عرفاناً و تمجيداً.
إنها اليد التي نرفع لها نواصينا، فاليد العليا خير دوماً.

ماذا لو تتبعنا تراث العلم و عدنا بخيوطه إلى الماضي حتى ننتهي إلى أصله ؟
نمرُّ عبر قاعات الدروس وفضاءات المحاضرات،
نزور مجالس الشيوخ الزاهدين و النساء العالمات،
نؤنس طلاب العلم في رحلاتهم و الخلوات،
نحضر لهدير المطابع الأولى،
و نشهد في كل محطة أن العلم من مقام عَليٍّ يسيل ليملأ أوعية العقول و القلوب نوراً.

سنصل لآدم. آدم في آخر الخطوط يقف و في عينيه خام البصائر، في قلبه نضارة الفطرة، في عقله أولى الدروس و كل الأسماء، فمن علّمه ؟

هي الرسالة الخالدة،
و لهم المجد فهم ورثة العلم و الأدب،
فلهم عرفان العقول و محبة القلب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot