مدونة أدبية تعنى بكتابة مقالات و خواطر و أشعار بمختلف اللغات. صياغة الأحاسيس و الأفكار بجمال هو الدافع الأول لمشاركتكم كتاباتي و مساهمات من يرغب في عرض خطه. مرحبا بكم

سيل المداد

السبت، 16 يناير 2021

أمن و حماية الأطفال خلال استخدام التطبيقات و الهواتف الذكية

 


أمن و حماية الأطفال خلال استعمال التطبيقات و الأجهزة الرقمية

 

مقدمة:

يهدف هذا المقال أولا إلى تفعيل إدراك أولياء أمور الأطفال و المعلمين من جهة، و المختصين بالمجال المعلوماتي من جهة أخرى بخصوص أمن و حماية الأنترنت. ثانيا إلى اقتراح مجموعة حلول تقنية تحمي الأطفال من سلبيات استخدام الأجهزة الذكية و تطبيقاتها.


في ظل تزايد استخدام الخدمات و التطبيقات الرقمية و مع الحاجة لإدماج صحيح للتعليم عن بعد، أصبح موضوع حماية الأطفال و توجيههم نحو استخدام سليم لوسائل الاتصال و التواصل ذا أهمية قصوى.


1-        الظرفية الراهنة و ضرورة التأقلم:

توفر شبكة الانترنت خدمات آنية و مواقع تعليمية و تثقيفية لا حصر لها. تختلف مستويات هذه المضامين بين ما هو مؤسساتي و بين ما هو نابع من مبادرات فردية. الجامع بينها أنها تتطور في جودة خدماتها و طرق عرضها على الدوام.

 

ازداد الطلب على استعمال المنصات الرقمية في زمن كورونا. و تباعد الأفراد فقلّ التواصل المباشر و بدأ تعليم هجين يتشكل. الصحيح في ملاحظة هذا التغير يدفعنا للإقرار بأن التعليم عن بعد ليس وليد الجائحة، بل هو استمراريةٌ مواكبةٌ لتطور و انتشار الانترنت و الصناعة المعلوماتية.


مشكل ادماج هذه الأجهزة و تقنياتها في التعليم أصبح مشكلا مركبا حيث أن المغرب متأخر عن ركب التقنية التعليمية و ازدادت الفجوة مع الجائحة حيث زاد معدل توفر الأسر و الأبناء على وصلٍ بالأنترنت و حصل الأطفال أكثر فأكثر على جهاز خاص بهم.

  

2-     مفهوم التعلم الأشمل:

التعلم الذاتي -بالإضافة إلى أنه اختيار شخصي- هو سيرورة ذاتية سابقة للتعليم المؤسساتي و مواكبة له و أيضا هي مرحلة لاحقة تستمر مع الشخص الذي تحفزه رغبته على ذلك. التعلم يبقى رغبة فردية و كل المجهودات يجب أن تصب في سبيل تبسيطه، تنويع مصادره، ربطه بخصوصيات كل تلميذ، و إطالة جذوته لكي يكون سلوكا حياتيا و ليس فقط سلّما مرحليا.


الرغبة في التعلم هي ما يجب على الأنظمة التعليمية أن ترعاه و تقويه لدى المتعلمين. إذ يظهر تعويل التوجه المغربي مثلا على تكوين و تربية مواطنين صالحين و مصلحين لمجتمعهم و هذا بتدريبهم و إعدادهم على مجموعة من الكفايات التي الهدف منها تسهيل إدماجهم في مجتمع مترابط و منتج و متطور. هذا التوجه عليه أن يتأقلم بابتكار طرق تدريس جديدة و أساليب تجمع بين الحداثة و ملاءمة البنية المجتمعية.

 

الوضع الراهن سرّع من وتيرة اعتماد التعلم عن بعد كاختيار منهجي و في بعض الأحيان يصير ضرورة وحيدة. من جهة أخرى فرض على الأفراد و المدرسين و المؤسسات التأقلم المستعجل مع التحديات التي انضافت لسابقاتها. هنا أعود إلى التعلم الذاتي كفكرة و سلوك ينطلق من توفير شروط النمو العفوي و الطبيعي لكل التلاميذ و بتكافؤ عام. التربية على التعلم الذاتي كسلوك لا ينحصر بالمدرسة و لا يرتبط فقط بالمعدلات و الوظائف. بل لأنه جذوة داخلية شخصية و مجهود عقلي مستقل يتظافران متى ما أتيحت لهما الظروف الميسرة للتعلم.

 

انتشرت الأجهزة الذكية بشكل مهول و يزداد ذكاؤها و تأثيرها تقدما مع تطوير المبرمجين المستمر لها، و لهذا على التوجيه المدرسي خلال الدروس أن يفتح عيون الأطفال على إمكانيات عالم الانترنت و أيضا على مخاطره.

 

مواكبة هذا الإيقاع المتسارع لا يمكن أن تنجح إلا بتظافر الجهود الفردية و المؤسساتية. توحيد الجهود و تظافرها من مختلف الفاعلين التربويين سيمكن من تأسيس أرضية مجهزة بأنسب الخدمات و التطبيقات و كذلك في أفق تعميم الولوج و الاستعمال الرقمي لكل التلاميذ.

 


3-      هاتف لكل تلميذ؟

 

سارع الأولياء و المدرسون بتعليمات من الجهات المختصة إلى توفير و توجيه الأطفال إلى استخدام الهواتف و اللوحات الذكية في التعلم خلال فترة الحجر الصحي. لكن علينا أن نعود أدراجنا لننظر في أساسيات عمل هذه الآلات.


هل يعي كل ولي أمر إمكانيات الجهاز الذي بين يدي طفله؟


هل يستوعب قدرات التطبيقات على فتح عوالم غريبة و خطيرة على الأطفال؟


ما هي الضوابط السليمة التي من الممكن اعتمادها لتقليل الأخطار و الرفع من الإيجابيات؟


ما هي المراحل التي على المسؤولين التربويين تتبعها قبل تسليم جهاز ذكي لطفل في مقتبل التعلم؟


تشير الاحصائيات الى ارتفاع مستمر في اغراء الأطفال جنسيا عبر الانترنت و إلى حقيقة أن الأطفال يجيبون على هذه الرسائل. بالإضافة إلى أن العديد منهم يرى محتوى بورنوغرافي بقصد و بدون قصد.


كما أن المحادثات عبر الانترنت تعتبر مجالا سهلا لممارسة العنف اللفظي مثل التنمر و التهديد الذي يتحول إلى ابتزاز و استغلال بنوعيه المادي و المعنوي.

 

تسليم هاتف لأي طفل بمثابة فتح العالم في وجهه بغتة و إخراجه إليه و هو وحده وسط كل المحتويات العنيفة و الجنسية و الأكبر من وعيه. بضغطات بسيطة يمكن أن يلج الطفل لمواقع لا تناسب حتى الكبار. صناعة الهواتف تعتمد على فكرة مبدئية أن الشخص الذي يستعمله بالغ و واعٍ. الضرورة القصوى تحتم علينا أن نراعي خصوصيات الطفل أثناء تسليمه هواتفنا و لو لأغراض تعلمية، فكيف بمن يشتري لطفله هاتفا و يتركه له على مدار اليوم و بدون رقابة أو تحديد لوقت و مدة الاستعمال.


تربية النمو تحتاج مواكبة على طول المسير. مع التأكيد على أن تربية الأطفال في مجال تكنولوجيات الاتصال يجب أن تبدأ من أول استعمال لهم، و أي تأخر في توجيههم يستدعي التريث و الذكاء في استعادة توازنهم مستقبلا.

 

الاستعمال المفرط و دون تنظيم:

       يقضي معظم الأطفال أوقاتا طويلة في مشاهدة الفيديوهات و اللعب. هذا يؤثر سلبا على نموهم الحركي و الاجتماعي إذ يميلون إلى الانعزال و يفقدون نشاطهم و تزيد عدوانيتهم. المشكل يكمن في تسليم الهاتف للطفل بدون تحديد مدة الاستخدام و أيضا في غياب أنشطة رياضية و ثقافية يمكن أن تحفزهم على تنويع اهتماماتهم مع أسرهم أو في المدارس...

 

الاستعمال المفتوح و دون رقابة:

   

   محركات البحث خلال الإبحار في الانترنيت أو خلال البحث عن التطبيقات تقبل أي كلمة تطرح عليها، بالإضافة إلى الإشهارات و الروابط الخبيثة التي تخترق الحواسيب من غير أن يطلب المستعمل ظهورها على شاشته. من جانب آخر و بحكم كثرة المؤثرات الخارجية، كل طفل يحمل معه تساؤلات كثيرة و هو يعلم أن جهازه الموصول بالأنترنيت هو بوابته الصغيرة إلى معرفة كل ممنوع و مُحرِج.

  

4-       مفهوم الحماية و مفهوم السيطرة:


السيطرة ابتداءً غير ممكنة لأنه عالم مفتوح للكل و مداخله منتشرة على جميع المستويات. أما الحماية – تأصيلا- فهي في هذا المجال ترتبط في أصلها بالمعرفة التقنية للأولياء أولا، و استخدام السلطة التربوية بغير تسلط.


الحماية الواعية هي أن نوجه الطفل بخطاب يفهم هو من خلاله أننا ندرك طبيعة نشاطه الرقمي و أننا نريد له ما ينفعه و ما لا يضره. من خلال تجربتي الشخصية أجد أن التلاميذ ينصتون لمن يعرف أسماء ألعابهم و أنواع أجهزة الألعاب و حتى تقنيات اللعب الحديثة و مواصفات اشتغال الألعاب الشهيرة. هذه المعرفة المبدئية للكبار ضرورية فهي تمنحنا أرضية صلبة في نقاشنا مع الأطفال و توضح لهم أننا لا ننطلق من مبدأ المنع غير المبرر بل نحن على علم بالمجال و على نور من نيتنا.

 

كل راعٍ مدعوٌّ لحماية رعيته، و كلٌّ بحسب موقعه.


الوعي بالمشكلة سيحرك المهتمين بحلها إلى تطبيق إجراءات بسيطة و أخرى تتطلب معرفة تقنية مبدئية.

  

5-      سلوكات منيعة


لكل من لا يعرف تعديل و تنزيل البرامج المستخدمة على الهواتف و الحواسيب أن يعمد إلى اتخاذ إجراءات تمكنه من فك الخصوصية الزائدة عن استعمال الأطفال للأجهزة.


-          وضع الحاسوب في مكان مفتوح و شاشته مرئية. فمن الخطأ تمكين الطفل من حاسوب شخصي يعمل عليه في غرفة منعزلة، لأنه في الأساس يدرس و لا حاجة له بالاختباء.


-          الانتباه لاستخدام الهاتف في مكان مغلق خصوصا مع الانصات بسماعة خاصة، درءً لامكانية الانصات لمواد صوتية غير مناسبة أو محادثة أشخاص مجهولين.


-          تعلم المزيد من المعارف التقنية و سؤال المختصين.


-          إمضاء وقت مشترك مع الطفل أثناء تصفحه للأنترنت لكي يعتاد على قرب المربي منه في هذا السياق و ليسهل تقبله للنصح.


-          تحديد مدة الاستخدام اليومية و ساعة التوقف ليلاً.

Ø       تحديد وقت خاص للعب و اللأفضل أن يعقب نشاطا دراسيا أو نشاطا حركيا.

Ø       نوع التطبيقات: الموافقة فقط عل ألعاب ضمن الفترة العمرية المناسبة للطفل: خالية من العنف و الرسائل المضمرة.

Ø       تشجيع الأطفال على امضاء وقت معين في اللعب بألعاب تعليمية ترفيهية.

 

-          الحديث مع الطفل عن الأخطار. الأمر الذي سيجعل هذه الخطوة مؤثرة هي أن تتم في المدرسة و في المنزل أيضا لكي يستوعب الطفل اتحادهما على حمايته. على المربين أن يوضحوا للأطفال أن الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً ما تكون مزورة و وهمية إما باستخدام اسم غير حقيقي أو بوضع صورة لشخص آخر أو بادعاء معلومات غير صحيحة. و ما سيزيد فهمهم للوضع أن نسألهم هل هناك إمكانية للتأكد من صحة المعلومات التي يعرضها كل شخص في هذا العالم المتلاطم بالطرق الملتوية، بالطبع لن يتبقى لنا إلا أن نحترس من التواصل مع من لا نعرفه معرفة مباشرة.


-          عدم إعطاء الطفل معلومات شخصية عنه أو عن أيفرد من أفراد الأسرة تحت أي ظرف أو أي طلب.

 

6-     أساليب الحماية التقنية:

 

أتمنى من المختصين في المجال التقني ان يبحثوا و يوفروا فيديوات تشرح طرق تنصيب و استخدام هذه الأساليب التي تحمي المتصفحين الصغار: و في ما يلي اقتراحات لبعض الطرق الممكنة:

أ‌-                               حماية الشبكة:

Ø         NO DNS

Ø         Parental control

ب‌-                      الايميل الممخصص للطفل

§      أقل من 13 سنة

§      مسار هل هو ايميل مخصص للطفل؟

ت‌-                      حماية المتصفح:

ث‌-                      حماية التطبيقات

ج‌-      برامج CONTROLE PARENTAL

ح‌-      أجهزة الويفي و خدمة التحكم للأولياء CONTROLE PAREnTAL

 

ختاما، هذا المقال يبقى خطوة مبدئية في محاولة لانشاء مرجع تربوي يواكب التطور التقني المتسارع من جهة، و من جهة أخرى لتحفيز الافراد و المؤسسات للعمل على تكوين و جمع بنك تطبيقات تعليمية و ترفيهية بمعايير تربوية موحدة. إذ لا يمكن ان نحدد الموانع فقط، بل علينا ان نوفر للتلاميذ دعما إيجابيا يختصر لهم سبل الاستفادة من العالم التقني.


كما لا يفوتني أن أنبه على أهمية توفير محتوى رقمي يخدم المقررات الحالية. هذه الخطوة عليها ان تنطلق من المجهودات السابقة و الموجودة حاليا، حيث أن العديد من المطورين المغاربة لديهم تجارب تحتاج الدعم و التأهيل.


مستقبلا أرجو أن تتظافر رؤى التربويين مع جهود التقنيين لتشكيل مراجع ثابتة تضم التطبيقات و التقنيات المفيدة لهيأة التدريس و للمتمدرسين في أفق  تكوين مراجع و ارشيفات تقنية مضمونة الجودة.



فايسبوك:

 

https://www.facebook.com/khalid.elkhatrouni

بقلم : خالد الخطروني

 

khalidkhapro@gmail.com

khapro@hotmail.fr

 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot